تُعدّ إمكانيّة حظر أحد لرقم الهاتف ومنعه من الاتّصال بهاتفك الجوال واحدة من المزايا التي جلبتها الهواتف الذكيّة وجعلتها مُتاحة ومجّانيّة لجميع المُستخدمين بعد أن كانت بعض شركات الاتصال في مصر في الماضي تختصّ بها عُملائها فقط وتتقاضى عن هذه الخدمة رسومًا. ساعدت هذه الخاصّية على الحدّ من تعرّض المُستخدمين للمضايقات والمُعاكسات والمُكالمات المُزعجة، غير أنّها على الجانب الآخر قد باتت تُمثّل كابوسًا للبعض. تخيّل أنّك تُريد الوصول إلى شخص ما لأمر عاجل، وعبثًا تحاول الاتّصال به هاتفيًّا عدّة مرّات دون جدوى، إذ يتمّ تحويلك إلى خدمة البريد الصوتيّ لهذا الشخص ويفشل إجراء المُكالمة في كُلّ مرّة.



هُناك بكُلّ تأكيد أكثر من احتماليّة تصلح لتفسير هذا الأمر، فمن المُمكن أن يكون هذا الشخص موجود في مكان خارج التغطية، أو غير ذلك، كما أنّ احتماليّة أن يكون ذلك الشخص قد حظر رقم هاتفك من الاتّصال به تكون واردة أيضًا وبقوّة في هذه الحالة، ويحدث هذا في بعض الأحيان عن طريق الخطأ مع العديد من الأشخاص خاصّة أولئك الذين لا يُجيدون استخدام الهواتف الذكيّة، وهُناك عدّة طُرق قد تفيدك في تأكيد هذه الاحتماليّة، ولسوف نتناول هذه الطُرق الآن.

خطوات قد تُفيدك في معرفة هل حظر هذا الشخص اتّصالك أم لا إذا كُنت تحاول الاتّصال بأحد الأشخاص ويتمّ تحويلك إلى بريده الصوتيّ مُباشرةً بدلًا من سماع صوت الجرس وإتمام عمليّة الاتّصال، أو أنّك تسمع صوت الجرس ولا يُجيب أحد على اتّصالك أبدًا، ولا زلت غير مُتأكّد من أنّ هذا الشخص قد حظر رقمك من الاتّصال بهاتفه فقد يُفيدك إجراء بعض الخطوات لكي تتأكُّد من ذلك على النحو التالي:

  تكرار الاتّصال من نفس رقم الهاتف



يؤدّي تفعيل بعض الخدمات الأخرى على الهاتف إلى نتائج مُشابهة لما يحدُث عند حظر الأشخاص من الاتّصال، فإذا قام الشخص على سبيل المثال بتفعيل وضع عدم الإزعاج على هاتفه فلسوف يؤدّي ذلك إلى كتم جميع أنواع الإشعارات على الهاتف، ومن بينها إشعارات جميع المُكالمات والرسائل الواردة ومن ثمّ لن تصل مُكالمتك إلى هاتف هذا الشخص. وفي هذه الحالة يُنصح بأن تُكرّر الاتّصال بهذا الشخص من نفس رقم هاتفك عدّة مرّات، ففي بعض الأحيان يُساعد تكرار المُكالمات على تجاوز وضع عدم الإزعاج والسماح بإتمام المُكالمة إذا كان الشخص قد قام بتمكين هذا الخيار أثناء تفعيل وضع عدم الإزعاج على هاتفه.

كُلّ ما عليك إذن هو الاتّصال بالشخص وسماع صوت الجرس لبعض ثوان قبل إنهاء المُكالمة وتكرار ذلك مرّة أو مرّتين ثُمّ مُعاودة الاتّصال مرّة أخرى، فإذا أتاك الردّ وتمكّنت من إتمام المُكالمة في تلك المرّة الأخيرة، فهذا يعني أنّ الشخص لم يُحظرك وأنّه فقط قد فعّل على هاتفه وضع عدم الإزعاج مع تمكين خيار السماح باستقبال المُكالمات الطارئة في حالة تكرار الاتّصال من نفس الرقم. ولكن في حالة استمرار فشل الاتّصال بالشخص فلا زال هُناك احتمال بأنّ هذا الشخص يُفعّل وضع عدم الإزعاج ولكن مع عدم تمكين خيار السماح باستقبال المُكالمات الطارئة في حالة تكرارها، أو أن يكون قد حظر رقم هاتفك.

إذا لم تنجح الخطوة الأولى في استعادتك لإمكانيّة الاتّصال بالشخص، فقد يكون الأمر ضروريًّا وطارئًا ويستحقّ منك مُحاولة أخرى بتجربة طريقة مُختلفة، كأن تُعاود الاتّصال بهاتف هذا الشخص من خلال رقم هاتف آخر. هُناك احتمالان في هذه الحالة، فإمّا أن يتكرّر فشل عمليّة الاتّصال بالشخص من الرقم الآخر أيضًا وتتلقّى نفس الاستجابة على اتّصالك من كلا الرقمين، وهذا يعني إن احتمال الحظر لم يعُد قائمًا بنسبة كبيرة، وأمّا أن تنجح في الاتّصال بهذا الشخص، وهذا قد يُرجّح بالطبع احتماليّة أن يكون الشخص قد حظر رقم هاتفك الأوّل.

  إرسال الرسائل النصّية



وكما هو الحال عند تفعيل وضع عدم الإزعاج على الهاتف، تُوجد حالات أخرى مُماثلة قد يتعذّر فيها الاتّصال بأحد الأشخاص هاتفيًّا دون أن يكون السبب وراء ذلك مُتعلّق بحظر رقم هاتف المُتّصل، فمثلًا قد يكون الشخص في موقف غير مُلائم لا يسمح له بالردّ على المُكالمات، أو موجود في موقع خارج التغطية، أو أنّه ببساطة قد أغلق هاتفه أو فعّل وضع الطيران على الهاتف.

في جميع الحالات السابقة قد يكون من المُفيد تجربة إرسال رسالة نصّية إلى رقم هاتف الشخص تُبيّن الغرض الرئيسيّ من الاتّصال بإيجاز، والتي سوف تصل إلى هاتف هذا الشخص بمُجرّد إعادة تشغيله للهاتف، أو إيقاف تشغيل وضع الطيران، أو الوصول إلى مكان به تغطية جيّدة، ومن المُحتمل عندئذٍ أن يقوم بالردّ. لاحظ أنّه إذا كان هذا الشخص قد قام بحظرك فلن تصله أيّ رسائل نصّية من رقم هاتفك تمامًا مثلما لن يتلقّى من هذا الرقم أيّة مُكالمات، لذا يُعتبر تلقّي الرسائل النصّية والردّ عليها علامة واضحة على استبعاد احتماليّة الحظر.

  فحص حسابات الشخص على مواقع التواصل الاجتماعيّ



عندما نتعمّد حظر رقم هاتف شخص مُعيّن من الاتّصال بنا هاتفيًّا، فعادةً ما يكون السبب وراء ذلك شعورنا بالانزعاج من هذا الشخص، وهو ما قد يدفعنا في كثير من الأحوال إلى مُحاولة الابتعاد بقطع كافّة السُبل المُمكنة للاتّصال كأنّ نقوم بحظره أيضًا على حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعيّ التي يُمكن أن يتّصل بنا من خلالها. وبالتالي؛ عند تعذّر الاتّصال بأحد الأشخاص وعندما تُخامرنا الشكوك بأنّ هذا الشخص قد قام بحظر أرقام هواتفنا، فقد يُفيد في هذه الحالة إجراء فحص سريع لحسابات الشخص على مواقع التواصل الاجتماعيّ مثل واتساب وفيسبوك وإنستجرام إن كان يستخدم أحدها، فإن كان لا يزال بمقدورنا التواصل معه من خلالها ولم يقوم بحظر حساباتنا ومنعها من الوصول إلى حسابه، فلا تزال هُناك فُرصة جيّدة لاحتمالات أخرى يُمكن تُبرّر تعذّر الاتّصال بخلاف الحظر.

يُمكن أن يكون الاتّصال بالأشخاص من خلال هذه المواقع أسهل وأكثر سلاسة وسُرعة من المُكالمات الهاتفيّة في بعض الأحيان مثلًا عندما تكون شبكة الإنترنت المُستخدمة في موقع جُغرافيّ مُعيّن أفضل وأقوى من شبكة الهواتف الخلويّة في هذا الموقع.

يُساعد إجراء المُكالمات الهاتفيّة مع استخدام خاصّية عدم إظهار رقم المُتّصل في التحقّق من حظر رقم هاتف المُتّصل، كما انّه يُفيد بصورة فعّالة أيضًا في تجاوز هذا الحظر إن وُجد وإتمام الاتّصال وتلقّي الطرف الآخر للمُكالمة على الرغم من حظره لرقم هاتف المُتّصل. وهُناك أكثر من طريقة يُمكن استخدامها لإخفاء رقم المُتّصل ومنعه من الظهور للطرف الآخر، فمثلًا يُمكنك تفعيل خاصّية إخفاء رقم المُتّصل على هواتف الأندرويد بشكل افتراضيّ لجميع المُكالمات دُفعة واحدة، ولكن ضع في اعتبارك أن هذه الخاصية قد لا تكون متوفرة في كل الهواتف، وإن وجدت فربما يتم تعطيلها من قبل شركة الاتصالات المتعاقد معها.

كل ما عليك فعله هو فتح تطبيق الهاتف “Phone” ثم النقر على قائمة المزيد من الخيارات (  ) ثم اختيار “الإعدادات” Settings. بعد ذلك، في شاشة ضبط المكالمة اضغط على خدمات إضافية “Supplementary services” ثم حدد خيار “عرض هوية المتصل” Show your caller ID واختر من القائمة “إخفاء الرقم” Hide number لكي يتمّ إخفاء رقمك عند الاتّصال بالآخرين هاتفيًّا. ولاحظ أن هذه الخطوات تنطبق على هواتف سامسونج، اما في حال كنت تستخدم هاتف آخر فقد تختلف الخُطوات بعض الشيء، وفي حال لم تعثر عليها اصلًا فهنا يمكن استعمال تطبيقات مخصصة للقيام بذلك كما شرحنا في مقال حجب هويتك وإخفاء رقمك.

بعد تفعيل خاصّية إخفاء الرقم سوف يظهر على شاشة الهاتف للطرف الآخر كلمة “خاص” أو “Private” أو “محظور” أو “Blocked” بدلًا من ظهور اسم المتصل أو رقم هاتفه الحقيقيّ عند الاتّصال بأيّ شخص، وسيؤدّي ذلك أيضًا إلى تجاوز أيّ حظر اتّصال للرقم قد أجراه مُتلقّي المُكالمة من قبل. يُمكن بعد ذلك إيقاف تفعيل هذه الخاصّية في أي وقت باتّباع نفس الخطوات السابقة مع تغيير طفيف في الخطوة الأخيرة وهو التبديل إلى خيار “إظهار الرقم” لكي يعود رقمك للظهور للآخرين من جديد عند الاتّصال بهم هاتفيًّا.

اقرأ: أفضل أدوات لمعرفة اسم المتصل من خلال الرقم

علينا في النهاية أن ننتبه لأمر هامّ، وهو الدلالة التي يُشير إليها قيام أحد الأشخاص بحظر اتصالنا به، فإمّا أنّ هذا قد حدث عن طريق الخطأ دون قصد من هذا الشخص، وهو احتمال وارد بالطبع خاصّة في حالة بعض الأشخاص الذين لا يُجيدون استخدام الهواتف الذكيّة، وإمّا أنّ هذا الشخص لا يرغب في إزعاجه فعلًا، وعلينا في هذه الحالة مُراعاة ذلك واحترام رغبته، وتجنّب تكرار المحاولات أو الاتّصال من أرقام أخرى لمزيد من المرّات. إن الطُرق التي شرحناها في هذه المقالة ليست سوى وسائل تقريبيّة تُساعدنا في معرفة إن كُنّا محظورين من الاتّصال بالأشخاص أم لا، ولكن تظلّ الطريقة المُثلى والأفضل للتأكّد من أنّ أحد الأشخاص قد تعمّد حظر رقم هاتفنا أم لا هي سؤال هذا الشخص نفسه.